نصائح عابرة
تهاني المشيخي (صحيفة صدى العرب)
كلنا يتمني لو يكون بمقدورنا تغيير أجزاء من واقعنا في ظل واقع يسبب لنا القلق والتوتر والألم وعدم القدرة على موجهة التحديات والانتصار عليها.
ربما تشعر بدالوحدة او تصر على العيش بعيداً في فضاء مغلق ومحاولة تغيير عالمك وهذا ليس بالأمر السهل، فانت تفقد ذاتك وتحاصر نفسك احيانا في مشاكل وهمية تنعكس سلباً على حياتك فأنت ليس بإمكانك الهرب من نفسك عليك مراجهتها والانتصار و اختيار عالمك عبر تغيير حياتك للأفضل.
ان تخلد إلى النوم مبكراً وإن تعمل علي محاربة الواقع ما لم ستصاب بمرض عضال ولا يوجد له علاج كونك لم تعد مدير أحلامك
ان مواقف كهذه، تغيير شعورك تجاهها يكون أيسر بكثير من تغيير الواقع الفيزيائي، وإن كان هذا التغيير مصطنعاً. قد تبدو مشاعرك خارج سيطرتك في أفضل الحالات وأكثر اضطراباً وقت الأزمات، ولهذا بالتحديد يكون تغيير مشاعرك ذا الفائدة الأكبر. قد يقع اللوم في هذه الحالات على تركيبنا البيولوجي، فالمشاعر السلبية كالغضب والخوف تحفز لوزتي الدماغ، واللتين بدورهما يوقظان غريزة الحذر والترقب وتفادي الخطر. بمعنى آخر، التوتر يجعلك تحارب، تهرب، أو تتجمد. لكن اليوم في عالمنا التقني المتسارع، يعتبر التوتر والقلق مرضين مزمنين وليست لحظات عابرة لمعظم الذين يعانون منهما.
أن التوتر المزمن يسبب ميانيكية التأقلم الغير تكيفي. وهذا يؤدي إلى مصدر التوتر والإقدام على الأذى الشخصي ولوم الذات ويمكن تتفاقم المعاناة إلى الاكتئاب والتوتر المزمن. وعندما تفشل هذه السبل الدفاعية في حل مشاكل الحياة، يلجأ الشخص إلى الاستسلام لمشاعره السلبية.
لذا يجب عليك أن تدير مشاعرك تجاهها وتضع استراتيجية أفضل من تغيير العالم من حولك وتتبع خطوات عملية للخروج من واقعك والبحث عن السعادة حتى من نافذة الألم عبر تغيير ظروفك ومشاعرك والخروج من الدوائر السلبية و حالات الاكتئاب والتوتر المزمن كون المشاعر السلبية جزءاً لا يتجزأ من التجربة البشرية، والتخلص منها تماماً سيسبب شحوب حياتك. وتظهر أيضاً الأبحاث المختصة أن المشاعر والتجارب السلبية تساعد البشر على إيجاد المعنى للحياة والهدف من ورائها.
وان تنظم توقعاتك وتتكيف على السعادة والحياة وتقوم بتهدئة نفسك.
أن الناس الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا لظروفهم وأنه لا يقع على عاتقهم أي من المسؤولية إلى ما آلت إليه الأمور في حياتهم. ومن الشائع أيضاً قيامهم بالنظر إلى أنفسهم على أنهم الضحايا أثناء قيامهم بإيذاء أحبائهم. السبيل لحل هذه المشاكل المتكررة هو من خلال تقديم العون والمساعدة للآخرين دون شروط. فمساعدة الغير هي أكثر الطرق كفاءة في جلب السعادة إلى حياتك.