سياحة في مصر مع اقتراب رمضان
مأمون على فرح
كلما استمعت للراحل محمد عبد المطلب يأتيني احساس جميل وطرب عميق في نفسي فهذا الفنان العملاق رجل طروب يطرب الحجر وهو صاحب شجن ومدرسة متفردة في الغناء بشكل كبير.
ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين اختصار للتاريخ ولمصر الحضارة والإرث الكبير وتلك الأحياء التي تكشف الوجه القديم لمصر بوابة الشرق وأم الدنيا.
ومحمد عبد المطلب يطل بروحه بكثرة هذه الأيام مع اقتراب شهر رمضان وتلك الأيقونة الخالدة.. رمضان جانا وفرحنابو بعد غيابو.. ذكرى رمضان الجميلة في مصر المحروسة وفانوس رمضان في أحياء القاهرة القديمة يؤكد هذا الإرث القديم واحتفالها برمضان بشكل غير مسبوق وفي هذه الأغنية الخالدة التي تكشف احتفال المصريين بشهر رمضان من خلال الفيديو المصاحب تعود بنا الذكرى لهذا الشعب الطيب الراقي المحب لعاداته في شهر رمضان فأهل المحروسة يقدسون هذا الشهر الكريم وبيننا وبينهم شبه كبير في العادات والتقاليد وموائد رمضان التي حرمتنا منها موجة كورونا….. لكنها تعود الان في هذا الشهر في شوارع القاهرة والخرطوم وليس بينهما فرق كبير ولذلك فإن اغاني رمضان المصرية هي ذاتها التي نرى فيها أنفسنا وتزكرنا برمضان وتقوسه وكأننا في بلد واحد.
أن عبد المطلب إيقونة شامخة في عالم الطرب الجميل ورمضان وعبد المطلب مرتبطان وكل شخص في عالمنا العربي تأثره تلك السيمفونية الرائعة ( النشيد الرسمي لرمضان في كل انحاء الوطن العربي ) وغير عبد المطلب ففي مصر زكريات رمضان الجميلة تاتيك من كل فج من أركان المحروسة في ماضيها وحاضرها وفي حواريها القديمة وفي مكتبت تراثها الثقافي في مباني ماسبيرو العريقة و صوت محمد رشدي في مسلسل لا إله إلا الله وياسمين الخيام وهي تردد نوراً على الأكوان في مسلسل محمد رسول الله فهذه الأعمال التاريخية جزء مهم من تاريخ الإنسانية الثقافي شكل تاريخ أمة من أرض الكنانة أهل الإبداع والفكر وكلنا بلا استثناء نهلنا من هذه الثقافة وهذا العلم وفي كل عام تتأكد لنا مكانة المحروسة في نفوسنا حباً وعشقا ابديا لا يتزحزخ في هذه السلسلة المتواصلة من اكتساب المعرفة وزكريات ممتدة…. ومع عبد المطلب وزكريات رمضان سبعينات القرن الماضي تعيد لنا قناة ماسبيرو زمان أرث ثقافي ممتد في برامجها الرمضانية التي تحمل الق الماضي واصالته وجودت برامج التلفزيون المصري التي كان ينتظرها الجميع في أرجاء الوطن العربي لينهلو منها ثقافة أصيلة ممتدة عبر حقي زمانية لكبار المفكرين وعلماء الأزهر الشريف الشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور العلامة مصطفى محمود وغيرهم إضافة إلى ايقونات الدراما التاريخية في مصر مع اقتراب كل شهر رمضان نتزكرهم بصدق ونبحث عن أعمالهم… شكري سرحان حسن يوسف عبد الغفار عودة حمزة الشيمي وصاحب الصوت الفخيم رشوان سعيد الراحل نور الشريف الذي قدم في رمضان روائع الدراما التاريخية هارون الرشيد و عمر بن عبد العزيز للمخرج الراحل أحمد توفيق وتأليف الشاعر عبد السلام امين وحسن يوسف الذي قدم أعمال متميزة الإمام بن ماجه القزويني وقدم امام الدعاة وغيرها من الأعمال وصاحب الأداء الخارق في الأعمال الدرامية التاريخية حمزة الشيمي الذي قدم الجزء الأول من محمد رسول الله للمخرج الراحل أحمد طنطاوي والكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار نجوم عمالقة شكلو حضورا رمضانيا امتد امتداد الوطن العربي الفنان الكبير أحمد ماهر الفنان الراحل رشدي المهدي الراحل سيد زيان الراحل سناء شافع الفنانة الشابة عبير الشرقاوي محمد رياض الفنانة دينار قاسم الدالي الفنان الراحل أحمد خليل الفنان محمود الجندي الفنانة عبلة كامل الفنان رشوان توفيق الفنانة مني عبد الغني والكثير من النجوم الذين قدموا الدراما التاريخية في رمضان في موضوعات مختلفة تم تقديمها بتمويل من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المصري في عمل ثقافي مثمر ومشروع ابسط ما يقال عنه أنه مشروع ثقافي عربي قدمه نجوم مصر بحب وإخلاص وكان ومايزال تراثا إنسانياً خالداً والي الأبد ولذلك فإن هذه الثقافة الراسخة والتي تعلمناه واكتسبنا منها الكثير جيلنا جيل ثمانينات القرن الماضي نظل مدينين بقوة لمصر التي تعلم وتقدم بلا كلل لأهلها وتقدم نماذج الثقافة الراقية والمتطورة والتي سوف تظل والي الأبد إيقونة في هذا العالم المتغير…
نلتقي بحول الله
مدير مكتب الصحيفة بالسودان
