سوق “العشار” أيقونة تجارية عراقية منذ 100 عام
بصرة الفيحاء تلك المدينة التي يحتضنها شط العرب ويغرد في جنباتها السياب بـ “أنشودة المطر”، المزدهرة بأسواقها وتجارتها منذ أكثر من 1400عام وإلى وقتنا الحاضر هي عنوان للازدهار والنمو الاقتصادي والسياحي رغم الصعاب والظروف القاهرة تبقى مدينة يفوح منها عبق الماضي التليد.
في البصرة التي اشتهرت منذ الفتح الإسلامي بأنها ملتقى لطرق القوافل التجارية البحرية والبرية، يبرز سوق العشار كأحد أسواقها التراثية التاريخية ومركزها التجاري حيث يقطنه كبار التجار، وتنتشر في أزقته المتفرعة العديد من المتاجر المختصة بالمنسوجات بمختلف أنواعها، والتوابل، والمواد التموينية، والصاغة لبيع المجوهرات، وصناعة السبح والاحجار الكريمة والأسماك والخضار.
سار فريق وكالة الأنباء السعودية الموفد إلى البصرة للوقوف على السوق متجولاً بين ازقته القديمة لنقل الصورة للمتلقي، ملتقياً بأحد تجاره من كبار السن للحديث معه عن تاريخ السوق وركانه المتنوعة، حيث أوضح لـ (واس) مهدي صالح الفايز ذو الـ (70عاماً) المنشغل بتجارة الجملة أن السوق من أقدم الأسواق التجارية في العراق ويعود بنائه على هيئته الحالية لما يربو على 100 عام، حيث صمم على شكل قباب ومشربيات خشبية بشكل جمالي بديع.
وقال: ” سمي بالعشار نسبة لما يُحصل من الفلاحين بعد البيع وقدره “العُشر” بعد ذلك طور مسمى السوق بالعشار”، موضحاً أنه في السابق كانت البضاعة التي تصل الى هذا السوق عن طريق القوارب النهرية التي تنقل المحاصيل الزراعية والبضائع المحلية إليه.
وأضاف ” إن السوق عبارة عن مجموعة من الأسواق أهمها سوق (الهرج) وهو أكبر أسواق العشار وأقدمها تقريباً ، وسوق “الغزل” الذي يختص بصناعة وبيع أدوت الصيد والحبال، وشباك الصيد، والأقمشة والمظلات، وجوادر السيارات، والخيام والسرادق، وسوق (الخضارة) إضافة إلى سوق السمك والربيان”.