التخفيضات الكاذبة
تهاني المشيخي
(صحيفة صدى العرب)
هل هناك جهة رقاببة تضبط أصحاب المولات والمحلات التجارية التي تمارس الخديعة والكذب على الناس مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي والترويج الكاذب؟ هذا السؤال سمعته من كثير من المسوقين الذين هروعوا إلى أحد المراكز التجارية الكبرى والتي وزعت إعلانات عن تخفيضات كبيرة ليتفاجأ الزائرون أنها أكذوبة حين أبلغه المسؤلون أن التخفيضات أونلاين فقط رغم الزحام الكبير.
أحدهم رد على المسؤول بالقول: الذي ما يجي مع العروسة ما يجي بعدها، فالإعلان كان واضحا أنه في ذات المتجر أو المول وفي ساعات محددة حيث تكدست السيارات والعوائل والكل أصيب بخيبات الأمل جراء التسويق الكاذب والفاضح الذي يبين حجم الإفلاس التجاري .
لقد غاب الضمير والخوف من تشويه السمعة، لقد تعلمنا في عالم الحضارة والعلم والحلم والضمير والأخلاق أن الغرض من التخفيضات في عالم التجارة ، هو التخلص من مخزون بضاعة آخر الموسم ، هذا إذا كان لدى المحل التجاري مخزون من البضاعة لم يتم تصريفه خلال موسمه الذي تم فيه عرض البضاعة ، أما إذا لم يوجد رصيد ومخزون ، فلا يوجد هناك مبرر لإجراء أي تخفيضات أو تنزيلات في الأسعار للتخلص من المخزون وتصريف المتبقي
فالهدف من التنزيلات والتخفيضات في الأسعار في نهاية المدة هو التخلص من المخزون المتبقي من بضاعة آخر المدة …!.
ولكن هناك قضية هامة ، أن التخفيضات الموسمية أو الشهرية أو السنوية ، في عالم البقالات والسوبر ماركت وفي جميع محلات بيع الجملة والتجزئة في عالم التغذية والغذاء والمشروبات ، فأن الدافع الأساسي أو الهدف من لجوء البقالات والسوبر ماركت إلى إعلان التخفيضات في كل مرة ، هو الخوف من انتهاء تاريخ صلاحيات السلعة المعروضة للبيع ، فمن مصلحة البائع أن يشجع المستهلك على شراء ما تبقي من السلع التي قارب تاريخ انتهاء صلاحيتها على النهاية ، أن يتخلص منها بسرعة قبل موعد وتاريخ انتهاء الصلاحية للاستهلاك .
ولهذا تلجأ المحلات التجارية وبالذات في البقالات الكبيرة والسوبر ماركت الكبيرة ، علي طباعة منشور ، أو كوبونات عليها خصومات عن السلع والبضائع التي عليها خصم ، فيختار المستهلك هذه السلع اللي عليها عرض تخفيض أسعار فيشتريها لانها أرخص . ولكن وهذا هو المهم والأهم.
أن الفرق بين العالم المتخلف ، والعالم المتقدم ، هو الرقابة تحمي المستهلك تدعم السوق بل وتحقق مصالح الشعوب في توفير اسعار مناسبة.